*** المراهقة مرحلة حرجة .. وتعامل خاص ***
يمر الإنسان بمراحل متابينة في حياته, وتختص كل مرحلة بإيجابيات وسلبيات إلا أن هناك مرحلة تأتي بمتغيرات متعددة في حياة الإنسان
وهي مرحلة المراهقة
والتي قد تعتبر في الكثير من الأحيان حجر الزاوية في حياة الإنسان.
وقد عرف الدكتور جمال شحاتة الأستاذ بجامعة حلوان والأستاذ بمعهد الدراسات القبطية المراهقة علي أنها
مرحلة من العمر تتوسط مرحلة الطفولة والشباب تبدأ بالبلوغ وتنتهي باكتمال البناء الوظيفي للإنسان
ويتوقف البلوغ علي ثلاثة عوامل هي الجو والتغذية والغدد.
وتتميز مرحلة المراهقة بتغيرات بيلوجية ونفسية مثل الشعور بالذات والاستقلالية وكره السلطة.
وحول ما يعرف بالمراهقة المتأخرة
يشير إلي أنه لا يوجد ما يسمي مراهقة متأخرة بالمعني الكامل إلا أن المرأة في سن معين يعرف بسن اليأس أو ما يعرف بمرحلة منتصف العمر لدي الرجل قد يصيبهما ما يعرف بالنكوص حيث يبدآن في ممارسة سلوكيات عمرية سابقة وتكون ناتجة عادة عن أسباب نفسية مثل لفت الانتباه إليهما أو شعورهما بالنقص وذلك بسبب عدم قدرتهما علي معايشة هذه الأحاسيس أثناء مراهقتهم الحقيقية
وتظهر المراهقة المتأخرة في شكل سلوكيات اجتماعية مثل اختيار الملبس أو الصداقات من فئات عمرية غير مناسبة.
وعن المشاكل التي تواجه المرهق في سن الشباب
يشير د. شحاتة إلي عدة مشاكل منها
الشراهة في الأكل
وسهولة الاستثارة
والقلق الداخلي علي الشكل
والمظهر الخارجي
والاهتمام الزائد بالذات
كما يوضح أن عدم التعامل الصحيح من قبل الأسرة مع مرحلة المراهقة لدي الأبناء هو
ما يحدث مشاكل حيث دائما ما تقابل الأسرة هذه المرحلة بالانغلاق والعنف مما قد يسبب الانفجار في المرحلة العمرية التالية لهذا المراهق.
وعن العوامل المؤثرة في تحديد طول أو قصر فترة المراهقة
يقول إن هناك عدة عوامل بيولوجية وثقافية واجتماعية ونفسية هي التي تتحكم في عمر فترة المراهقة والتي قد تبدأ في المعتاد من سن 13 سنة وقد تنتهي في سن 18 أو 19 سنة
هذا وقد تبدأ مرحلة المراهقة في سن مبكرة عن ذلك أحيانا وذلك نظرا لزيادة المثيرات المتاحة أمام الأطفال والشباب خاصة الجنسية منها مثل الانفتاح علي القنوات الفضائية والاستخدام الخاطئ للإنترنت وغياب الرقابة الأسرية.
ومن الناحية النفسية
يقول الدكتور إلهامي عبدالعزيز أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ومعهد دراسات الطفولة
إن الأسرة يجب أن تتعامل مع المراهق من خلال
البعد عن الأساليب غير السوية واستخدام أسلوب التفاهم
بدلا من التسلط وفرض الآراء
حيث إن التفاهم يجعل المراهق أكثر قدرة علي حل مشكلاته وتفهم الأمور كما يزيد ثقته بولي أمره
كما يجب الابتعاد عن أسلوب القسوة والعنف
لما ينتج عن ذلك من إحباط ويغذي الشعور بالعدوانية لدي الشباب
كما يجب أن يبتعد عن إثارة الألم النفسي للمراهق
من خلال
البعد عن الكلمات المحبطة مثل
مش هتنجح,
الآخرين أفضل منك
وهو الأمر الذي يجعل تصورات المراهق عن نفسه مهزوزة وتفقده الثقة بنفسه
مما يدفعهم إلي اللجوء لآخرين ليشعروا من خلالهم بقيمتهم ويخضعون لأول كلمة حب أو تشجيع تداعب آذانهم مما قد يجعلهم فريسة سهلة,
لذا يجب علي الأسرة
تدعيم صورة الذات لدي المراهق
وفي نفس التوقيت
يجب البعد عن التدليل الزائد
لأن ذلك لا يدرب المراهق علي تقبل الإحباط,
وبشكل عام يجب علي الأسرة أن تتبع أساليب سوية في التعامل مع المراهق كالحب والتفاهم كذلك الحزم وهو الأسلوب الأمثل في التعامل مع المراهق
وعن مدي تأثير المراهقة علي نفسية الشاب أو الفتاة فيما بعد يقول
إن أي مرحلة من مراحل عمر الإنسان يمر بها سواء كانت إيجابية أو سلبية لها تأثير مباشر يتغلغل في النفس حتي وإن لم نكن نعيه وهذا هو حاصل الخبرات التي يمر بها الإنسان.
وعن المراهقة المتأخرة للآباء وتأثيرها علي الأبناء وكيفية التعامل معها؟
يشير إلي أن المراهقة المتأخرة التي تحدث للآباء والأمهات أحيانا تنتج عن عدم معايشة هؤلاء لمراهقتهم بشكل صحيح مما يؤثر عليهم في هذه المرحلة المتقدمة من العمر.
وحول تأثير المراهقة المتأخرة علي الأبناء
يشير إلي أنها توثر عليهم بشكل كبير وذلك الأن المنظور القيمي عندهم ينهار وبالتالي يقود الشاب إلي أعمال غير لائقة اجتماعيا وسلوكيا,
وعن كيفية تعامل الأبناء مع الآباء والأمهات المراهقين
يشير إلي ضرورة التقرب منهم وأن يشعروهم بالاحتياج الشديد لهم كما يؤثر علي التوتر العاطفي والعقلي في الاحتياج إليهم.
رأي الشباب
تقول ماري عياد حلمي - كلية الآداب جامعة القاهرة - قسم اجتماع:
من المفيد عدم الدخول مع المراهق في حالة عناد في بعض الأمور
لذا يجب مصادقته والتعرف علي احتياجاته بشكل أكبر.
وتري إستر كامل شفيق تربية فنية - أسوان:
أنه يجب علي الأسرة أن تشعر الأبناء المراهقين بأنهم أصبحوا كبارا كما يجب مراعاة مشاعرهم وشغل أوقات فراغهم.
وتقول إيريني صبحي - كلية زراعة:
يجب أن يشترك المراهق في تحمل المسئولية وأن يعمل الآباء علي جعله يشارك في اتخاذ القرار حتي يشعر بقيمته كما يجب أن لا يضغط الآباء علي المراهقين بل يتعاملوا معهم بود وتفاهم.