فى يوم دعوتك أجبتنى .. شجعتنى قوة فى نفسى - مز 138 : 3 "
*** انا خائف من الكلام ***
-----------------------------------
روى لى احد الاباء الاساقفة هذه القصة المعاصرة , ذكرها بالاسماء الحقيقية التى ضاعت من ذاكرتى :
فى مدينة نجع حمادى .. اعتاد احد الشيوخ الاتقياء ان يعبر نهر النيل فى فجر كل يوم 12 من الشهر القبطى ليشترك فى التسبحة والقداس الالهى ...
اذ كانت الليلة قمرية والجو حار جدا نام الشيخ فى الهواء الطلق .. استيقظ فى نصف الليل , وكان نور القمر قويا , فظن ان الفجر قد لاح وانه قد تأخر عن الذهاب الى الدير فى البر الاخر للآشتراك فى التسبحة ...
امسك الشيخ بعكازه وتحرك نحو شاطئ النيل , واتجه نحو البر الاخر مشيا على الاقدام .. واذ اقترب من البر نادى احد " المراكبية " بأسمه , فأستيقظ كثيرون من اصحاب السفن الشراعية والعاملون معهم على صوت هذا الشيخ وكانوا يتطلعون فى دهشة الى الشيخ الواقف على المياه متجها نحو البر ...
قال الشيخ لآحدهم " ارجوك ارسل معى " فلان " الصبى ليذهب معى الى الدير , لانى خائف من الكلاب .. " .. اجاب صاحب السفينة " كيف تخاف ياعم " فلان " من كلاب الدير وانت تسير على المياه ؟؟؟ " ...
تعجب الشيخ مما يسمعه , فصار يضرب بالعكاز على المياه وهو يقول " اية مياه ياابنى ؟ انها ارض ! " ...
هكذا كان الشيخ يرى مياه النيل ارضا يسير عليها وهو لا يدرى واذ الح الشيخ فى طلب الصبى من صاحب السفينة كى يسير معه حتى الدير خوفا من كلاب الحراسة التى للدير , قال صاحب السفينة " ربنا معاك ياعم " فلان " , صل من اجلى .. لا تخف من الكلاب ! " .. واضطر الشيخ ان يكمل طريقه ...
ياللعجب ! فى تقواه يسير على المياه وهو لايدرى , بينما فى ضعفه البشرى يخشى نباح الكلاب , الامر الذى لا يخاف منه صبى صغير ...
هكذا ايها الحبيب لكل قديس نقطة ضعف , قد لا يسقط فيها صبى صغير , لكن الله يسمح بها لكى تحفظه من السقوط فى الكبرياء , فيضرخ مع المرتل " خطيتى امامى فى كل حين " ...
لا تتعثر ان شاهدت بعينيك ضعفات قديسين ولمستها بنفسك , فهذا امر طبيعى يسمح به الله ليدرك الكل مهما بلغوا من قداسة ضعفهم البشرى , وحاجتهم المستمرة لعمل المخلص فى حياتهم ..
+ اذا كان الصديق بالجهد يخلص , فأين اظهر انا الخاطئ ؟؟؟
+ فماذا يكون حالى ؟؟؟
+ هب لى يارب اذ أرى ضعفات اخوتى , اصلى لاجلهم ولا ادينهم ,
+ اذكر ان لهم اعمالا مجيدة مخفية عن عينى ,
+ فأكرمهم ولا استخف بهم .
* هب لى فى ضعفى اترقب خلاصك المجيد .
وهب لى فى لحظات قوتى بالروح ,
ان امجدك ايها السند الالهى !
اذكر عملك العجيب بغير كبرياء من جانبى !
من كتاب ابونا تادرس يعقوب ملطى